Ads 468x60px

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

2012/08/31

2012/08/12

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Featured Posts

الأحد، 27 يوليو 2014

الكحك لا يصنع الرجال!

آيات عرابي

لأول مرة منذ تأسيس دولة الاحتلال التي نشلت أرض فلسطين وسط تآمر عربي، يسقط القناع عن كل الأنظمة التي ادعت دعم القضية الفلسطينية، فالزمن يبدو أنه يتغير وعلى الرغم من رسوم الدم التي تدفعها غزة نيابة عن كرامة العرب التي دخلت الإنعاش منذ عقود، إلا أن تلك المدينة الصغيرة الصامدة بأهلها المقاتلين العمالقة، كشفت في عدة أيام هشاشة كل أنظمة العرب.

ففي مصر التي تسلطت عليها عصابة من النشالين والعملاء وتجار الأجساد ومناضلي الشعارات، خرج الإعلام لأول مرة عن الخطوط المرسومة له منذ فترة وسب أهل غزة وتطاول عليهم علناً، فظهر مذيع معروف بعلاقاته المشبوهة بالمخابرات المصرية ليسب أهل غزة وليرفع القبعة كما قال للإسرائيليين, وهو في ذلك يتحدث باسم سادته في سلطات الانقلاب الخائنة الخادمة للاحتلال الصهيوني.

الصورة اتضحت واكتشف كل من تبقى لديه عقل أن الأنظمة العربية بداية من نظام عبد الناصر صديق (يروحام كوهين) ضابط المخابرات الصهيوني، وحتى تلك العصابة التي لم تترك فرصة لمسح حذاء نتنياهو وحكومته إلا وانتهزتها، النظام السعودي، أيضا أعلن عن دعمه لما اسماه (المبادرة المصرية) والتي نعلم جميعاً أنها مبادرة إسرائيل قدمتها عن طريق وكيلهم الحصري القابع في أحد المخابئ تحت الأرض في مصر.

الاحتلال البريطاني وإخوته لم يتركوا بلادنا إلا بعد أن اطمأنوا لاستقرار أنظمة عملائهم، ولكنهم في ذلك الوقت استخدموا الإعلام كغطاء لوكلائهم، ففي المراسلات المتبادلة بين عبد الناصر ورئيس الوزراء الإسرائيلي موشيه شاريت، يقول له إنه لا يستطيع مواجهة الرأي العام المصري، وكان عبد الناصر يخرج على المصريين ليجعجع بأنه سيقذف إسرائيل في البحر بينما يراسل مسؤوليهم سراً، كانت ورقة التوت الرقيقة تلك هي التي تغطي عمالة تلك الأنظمة وتعاملها مع دولة النشالين في فلسطين، ولكن قزم الانقلاب، حرمه الله من الحد الأدنى من الذكاء المطلوب لإدارة المشهد، فخرج في كلمة ركيكة كعادته ليصف المستوطنين الإسرائيليين بأنهم (مواطنون)، ويتحدث عن عواقب التصعيد، والإسرائيليون من جانبهم لم يكن لديهم مشكلة في أن تنشر إحدى صحفهم، أن ذلك القزم يتابع بنفسه هدم بيوت الفلسطينيين ويستمتع بشكل شخصي بهدم البيوت. 

الذي تغير في المشهد هو الجمهور الذي أصبح أقل تقبلاً للإعلام المبتذل من نوعية أبلة فاهيتا والمؤامرة الإسرائيلية الأمريكية القطرية التركية التايلندية الفنزويلية المريخية، وكل ذلك الهراء الذي يصبونه في آذان مشاهدي قنواتهم.

 الإمارات أيضا، نشرت القناة الثانية الإسرائيلية أن وزير خارجيتها التقى بوزير الخارجية الإسرائيلي في بلجيكا لتنسيق العدوان على غزة، الأمر اتضح الآن، تلك أنظمة أنشأها المحتل ووضعها في مقاعد السلطة قبل ترك بلادنا ليظل المحتل محتلاً بالوكالة. 

الآن أصبح على الشعوب أن تتحرك لتقتلع تلك الأنظمة الوكيلة للمحتل والتي اتضح أن أجنداتها تصنع في أوربا ثم أصبحوا يتلقون الأوامر صراحة من تل أبيب. 

غزة هي الصغير الذي نضج وأصبح قادراً على فرض إرادته على البلطجي الصهيوني المسلح بالطائرات والدبابات، واتضح أن الآلة العسكرية الإسرائيلية التي هزمت جيوش المنطقة في حروب سابقة والتي تخيف العملاء في مقاعد السلطة في بلادنا، ما هي إلا بلطجي عاجز لا يوجه ضرباته إلا إلى الأطفال, وأنها غير قادرة على مواجهة حقيقية مع رجال حقيقيين لا يخافون إلا الله.

اتضح للمواطن العربي أن جيوشه المنشغلة في صناعة الكحك ومساحيق التنظيف غير قادرة على مواجهة ذلك العملاق الورقي الذي أذلته حماس وسقط القناع بالكامل عن تلك الأنظمة العميلة، وأصبحت غزة المحاصرة ويخرج قادتها ليعلموا قزم انقلاب مصر معنى الرجولة والزعامة ويعلموا جيشه أن الكحك ربما يجعل منهم صناع حلويات مهرة ولكنه لن يجعلهم رجال.

السبت، 26 يوليو 2014

إكراه الناس على العقيدة .. هل كان منهج ابن تيمية؟

رائد السمهوري
عرّض ابن تيمية يرحمه الله للمحنة أكثر من مرة بسبب مذهبه الاعتقادي أولاً، ثم بسبب بعض آرائه الفقهية ثانيًا، ودخل السجن أكثر من مرة، حتى توفي يرحمه الله في القلعة وهو سجين.
امتحان الناس في  عقائدهم مسلك مرذول، فالإنسان مكلف بعقله هو لا بعقل غيره، ثم هو مخالف للدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وهو شأن يخص الإنسان ذاته بينه وبين الله، والزعم بأن تفاصيل مسائل الاعتقاد – فيما سوى المجملات الواردة قطعًا دلالة وثبوتًا -؛ الزعم بأن تفاصيل مسائل  الاعتقاد  التي اختلفت فيها طوائف الأمة عليها إجماع من الصحابة نقل متواترًا؛ هو زعم دون إثباته خرط القتاد، لكن ليس هذا مورد إيضاح هذه المسألة.
سأل رجل من العراق ابن تيميّة أن يكتب له رسالة في الاعتقاد يلتزم بها هو وأهل بيته، فكتب له ابن تيمية رسالة مختصرة، ولأن الرجل من قرية عراقية يقال له: واسط؛ اشتهرت تلك الرسالة بـ “العقيدة الواسطية”، ولندع ابن تيمية يروي القصة بنفسه فيقول:” قدم علي من أرض واسط بعض قضاة نواحيها – شيخ يقال له ” رضي الدين الواسطي ” من أصحاب الشافعي – قدم علينا حاجا وكان من أهل الخير والدين وشكا ما الناس فيه بتلك البلاد وفي دولة التتر من غلبة الجهل والظلم ودروس الدين والعلم وسألني أن أكتب له عقيدة تكون عمدة له ولأهل بيته، فاستعفيت من ذلك، وقلت: قد كتب الناس عقائد متعددة؛ فخذ بعض عقائد أئمة السنة فألح في السؤال وقال: ما أحب إلا عقيدة تكتبها أنت فكتبت له هذه العقيدة” اهـ.
هذا السبب إذن! فما العقيدة الواسطية إلا فتوى كتبها ابن تيمية بعد أن استعفى السائل من ذلك فألحّ عليه، كتبها له ولأهل بيته خاصّة ولم يبتدئ فيها أحدًا ولا بادر ابن تيمية بنفسه ليدعو إليها، ولكنها انتشرت في العراق ومصر، وهو ما آذى خصومه الأشعرية فشكوا إلى السلطان فأتى به ليمتحنه في عقيدته على مشهد من القضاة والشيوخ يناقشونه ويستوقفونه ويجادلونه.
أما ابن تيمية فكان على يقين أن ما خطّه في العقيدة الواسطية هي عقيدة السلف، ليس هذا فحسب، بل كان على يقين أن ما كتبه في العقيدة الواسطية هو اعتقاد محمد صلى الله عليه وسلم! فقال بلا تردد عن عقيدته إنها “عقيدة محمد” وقال بكل قوة وحزم: “قد أمهلت كل من خالفني في شيء منها ثلاث سنين؛ فإن جاءني بحرف واحد عن أحد من القرون الثلاثة يخالف ما ذكرته فأنا أرجع عنه”.
وبغض النظر عن قطع ابن تيمية في أن عقيدته هي بعينها عقيدة محمد صلى الله عليه وسلم، وبغض النظر عن هذه الشجاعة والجسارة في هذه الدعوى التي بالإمكان مناقشتها؛ فإن ما يهمنا هنا شيء آخر، ما يهمنا هنا هو قول ابن تيمية في سياق الدفاع عن نفسه، إذ قال: “أنا ما بغيت على أحد ولا قلت لأحد: وافقني على اعتقادي وإلا فعلت بك ولا أكرهت أحدا بقول ولا عمل، بل ما كتبت في ذلك شيئا قط إلا أن يكون جواب استفتاء بعد إلحاح السائل واحتراقه وكثرة مراجعته ولا عادتي مخاطبة الناس في هذا ابتداء” اهـ.
فهذا شيخ الإسلام يرحمه الله يقول هنا إن هذه المسائل الاعتقادية لم يكره أحدًا عليها، ولم يفرضها على أحد، بل إنه “ليس من عادته” ابتداء الناس بهذا، ولا مفاتحتهم، ولا إشغالهم فيه، بل إنه لم يكتب في ذلك شيئًا (قط) إلا جواب استفتاء، يأتيه السائل فيطلب منه كتابة شيء من هذا الباب فيعرض عنه، فيلحّ عليه السائل ويكثر مراجعته فلا يكتب له ابن تيمية حتى يحترق السائل تشوفًا لهذا.
وبهذا النص الأخير لابن تيمية الذي أرجو من القارئ تأمله طويلاً طويلاً، والتعمق فيه، وتفكيكه وقراءة المسكوت عنه فيه؛ أختم مقالتي هذه.

داء الكلبية

كشفت رداتُ أفعالِ قطاع من العرب حيال الأحداث الجسام في مصر وغزة عن بروز نمط من التفكير ينبئ عن شر مستطير تسلل إلى ثقافة العرب بعد عقود من الاستبداد العضوض.
إذْ صار من الدارج الحديث عن أبناء حماس -أثناء التحامهم بالصهاينة- “أنهم يفعلون ذلك لمكاسب سياسية فقط” بدل تمجيد مقاومي الاحتلال. وأن قادة الإخوان المصريين الذين يدفعون ضريبة الدم من دمائهم ودماء أبنائهم لتتحرر أمتُهم، يفعلون ذلك طلبا للمال والسلطة. وهذا تمظهر  لداء فكري يعرف ب”الكلْبية”  يحسن بنا التوقف للحديث عنه قليلا.
توجد في اللغات المنبثقة من اللاتينية كلمة “سينيسيزم” ويترجمها العرب بـ”الكلبية”. والكلبية التي أريد الحديث عنها ليست المذهب الفلسفي الذي ظهر في اليونان قديما،  بل تلك الكلبية التي اشتهرت في أروبا خلال القرن التاسع عشر.
ما ذا تعني؟
الكلبية حالة ذهنية تسيء الظن بالبشر وبدوافعهم ولا تصدق وجودَ إنسان صادق أو قلب يتحرك للخير. فلا يؤمن صاحبها بأي مبدأ ولا يصدق أن أي إنسان يؤمن بأي مبدأ نظرا لخراب ضميره هو. فالكلبيُّ “يرى الناس ماديين منافقين استغلاليين؛ وإذا زعموا أنهم يقومون بعمل ما بدافع الحب أو الكرم أو الوطنية أو الورع فهم يكذبون”. (للتفصل انظر: دزموند وليام “سينيكس” 2008، باللغة الإنكليزية). فإذا رأى أمّاً مثلا تقفز من مكان عال لإنقاذ ابنها المعاق، لا يتحرك ضميره الخرِب، بل يقول في نفسه إنها لا تفعل ذلك رحمةً بابنها وإنما لأنها تريده أن يكبر ليعتنبي بها. وإذا رأى رجلا يقدم رقبته للسياف باسمَ الثغر دفاعاً عن قيمةٍ من القيم، قالت له نفسه  الدنئية: “إنه يفعل هذا ليسكب مالا أو صيتاً”. ولعل من أطرف العبارات الواصفة لهذه الحالة قول جورج برنارد شو: “”إن الكلبيَ شخصٌ يحسبُ الناسَ قذِرين بدرجة قذارته هو؛ فيمقتَهم لذلك”.
والكلبية داء مجافٍ لروح المسلم الوثابة المتعلقة بالخير. فالمسلم لا يسيء الظن بالناس فبعض الظن إثم، إلا إذا قامت الشواهد. لذلك عاب المنافقون النبي صل الله عليه وسلم لأنه كان يحسن الظن بالناس. وقد ألمح القرآن إلى ذلك بقوله: “ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أُذُنٌ”. أي أن النبي كان يستمع ملحدثه إليه ويصدقه، وهي خاصية تلمح دراسات الشخصيات القيادية إلى أنها من السمات المشتركة بين القادة العظام. فهم يصدقون الناس ويحسنون بهم الظن لصدقهم هم وجنوح أحلامهم وإيمانهم بخيرية الناس وقدرتهم على القيام بأعمال عظيمة.
وقد ألمح المتنبي إلى داء الكلبية  في بيته السائر:
إذا ساء فعلُ المر ساءتْ ظنونُه * وصدّق ما يعتاده من توهمِ!
إن الكلبي محكوم في نظرته للناس بنظرته لضميره الخرب. إنه ينظر إلى “ضميره” الذي لا يبالي بشيء ولا يؤمن بشيء ولا يفعل أي فعل إلا لنفع ذاتي ولو على حساب كل الدنيا، فإذا الْتفتَ رأى شخصا يتقدم الصفوف متحدثا عن الخير والمروءة والتضحية فلا يستسيغ حديثه لصغر أحلامه وحقارة نفسه التي بين جنبيه وبعدها عن ارتياد تلك الربوع الأخلاقية.
ولعل عبد الرحمن الكواكبي قد ألمح في كتابه “طبائع الاستبداد” إلى شيء من هذا حين قال: “أجمع الأخلاقيون على أنَّ المتلبِّس بشائبةٍ من أصول القبائح الخُلقية لا يمكنه أن يقطع بسلامة غيره منها”.
ثم يفسر لنا الكواكبي حالة نعايشها اليوم. فهؤلاء الكلبيون الذين لا يصدقون أن أحدا من أنصار الحرية في العالم العربي يفعل فعلا عن حسن نية تراهم يؤمنون بصدق الآخر –الأوروبي أساسا- إذا تحدث عن العدل والحرية. كيف يستقيم ذلك؟
يواصل الكواكبي قائلا:
“فالمرائي -مثلاً- ليس من شأنه أن يظنَّ البراءة في غيره من شائبة الرياء، إلاّ إذا بَعُدَ تشابه النشأة بينهما بُعداً كبيراً، كأن يكون بينهما مغايرة في الجنس أو الدّين أو تفاوت مهمٌّ في المنزلة كصعلوك وأمير كبير. ومثال ذلك الشرقيّ الخائن، يأمن الإفرنجي في معاملته، ويثق بوزنه وحسبانه، ولا يأمن ويثق بابن جلدته. وكذلك الإفرنجي الخائن قد يأمن الشرقي، ولا يأمن مطلقاً ابن جنسه. وهذا الحكم صادق على عكس القضية أيضاً؛ أي أنَّ الأمين يظنُّ الناس أمناء خصوصاً أشباهه في النشأة، وهذا معنى “الكريم يُخدَع”، وكم يذهل الأمين في نفسه عن اتِّباع حكمة الحزم في إساءة الظنِّ في مواقعه اللازمة”.
إن الكلبيين الذين انبروا لهجاء أبناء المقاومة وهم ملتحمون بصفوف العدو، وانبروا لتبرير أعمال السفاح السيسي ضد قادة الإخوان وهم يلعقون جراحهم تقدمين الصفوف، قومٌ مرضى يحتاجون إلى مصحات نفسية لعلاجهم من داء الكلبية أكثر من حاجتهم إلى حجج عقلية لقراع تعرجات خواطرهم.
إن من يُنصت للكلبيين ستتوقف حياته. فلن يكون في حياته حب ولا تضحية ولا كرم ولا إيثار ولا شجاعة. سيتحول إلى حيوان بارد جارح. متى يفهم الكلبي أن سرائر الآخرين ليست  شائهةً كسريرته، وأنفسَهم الكريمة المتبرمةَ بالظلم والمستعدة للموت من أجل القضاء عليه ليست كنفسه التي لا تتردد في قتل نصف البشر كي تنال حظا تافها؟